الأحد، 15 نوفمبر 2009

البامفلت

دار حديث بيني وبين أحد الأصدقاء حول النشرة الداخلية المرفقة داخل علبة الدواء وفوجئت به يبدي رأيه بأنه من الأفضل ألا تكون مكتوبة باللغة العربية!!! تعجبت جدا من رأيه وسألته عن السبب فقال أنه عندما تكون تلك الورقة مكتوبة باللغة العربية فإنه يجد صعوبة في بيعها وذلك لكون المريض يخاف من الأعراض الجانبية الكثيرة المذكورة فيها. والحقيقة أن هذه مسألة شائكة بعض الشيء؛ فالنشرة الداخلية أو البامفلت أو النشرة التوضيحية - أيا ما كان اسمها - يفترض بها أن تعطي أمانا للمريض ليتناول الدواء وهو متأكد من أنه مخصص لاضطراب أو مرض معين فيكون استعداده للشفاء باذنه تعالى أعلى كما أنها تدل على احترام الشركة للمريض والمتخصص على حد سواء وذلك باعطاء بيانات قلت أو كثرت عن الدواء، لذا أرى أنه لا يكفي أن تكون البامفلت مكتوبة باللغة الأجنبية فقط وإنما لابد أن تكون مكتوبة باللغة العربية أيضا، ولتفادي الأثر النفسي للمريض عند قراءته للأعراض الجانبية للدواء أقترح التالي:

أن تكون النشرة الانكليزية موجهة للمختصين (الطبيب أو الصيدلي) ومكتوبة بالتفصيل وبأسلوب علمي بينما تقتصر النشرة العربية على ذكر الأمور الرئيسية والمحورية وتكون بلغة مبسطة لكن لابد من وجودها وإن لم نحترم نحن لغتنا الأم فكيف نتوقع من العالم أن يحترمنا ويحترم ثقافتنا وحضارتنا، وأذكر بهذا الصدد بكل أسف أن بعض الشركات الأجنبية تقوم بإرفاق ترجمة عربية دقيقة للنشرة بينما تتجاهل بعض الشركات المصرية هذا الأمر تماما وتترك ظهر الورقة ناصع البياض تاركة المريض في تساؤل عن ماهية الدواء.

وهنا أود أن أصارحكم بأمر أود أن يظل سرا بيننا وهو أني مصاب بعادة مزمنة وهي هواية جمع النشرات الداخلية لكل دواء أراه لأول مرة والاحتفاظ بها لتكوين قاعدة بيانات أرجع إليها عند الحاجة وفي هذه الحالة لن يجد المريض نشرة لا باللغة العربية أو حتى بالإنكليزية!! أعترف أن في هذا بخسا لحق المريض في معرفة نوع الدواء الذي يتناوله لكني أعتقد أن فائدة معرفتي بالدواء وتأثيراته واتساع نفعها ليشمل مرضى عديدين أهم من معرفة مريض واحد بنوع الدواء الذي يعرفه.

على كل رأيت مؤخرا نشرة داخلية أعجبتني ولم أر مثلها من قبل وهي لدواء غالي الثمن كانت فيه النشرة على جزئين شبه منفصلين بالطريقة التي تتصل بها طوابع البريد بعضها ببعض وعندما يود المختص أن يأخذ هذة النشرة فإنه يقوم بفصل الجزء الخاص بالمريض ويكون عادة على هيئة سؤال وجواب وتركه في علبة الدواء كي يقرأه المريض ويقوم بالاحتفاظ بالجزء العلمي الخاص لنفسه والذي لو قرأه المريض لما استفاد منه شيئا.

طبعا هذه فكرة جميلة وتستحق التطبيق لكنها غير موجودة إلا في أدوية قليلة وحتى يتم تعميمها ما على المرضى إلا أن يرضخوا للأمر الواقع عندما لا يستطيعون قراءة البامفلت أو لا يجدونها على الإطلاق وهو أن يستفسروا مني عن هذا الدواء واستخدامه وشفى الله الجميع من كل سوء.

أمر آخر أذكره هنا استطرادا لتعلقه بهذا الموضوع ألا وهو كون الدواء له أكثر من شكل دوائي، مثلا الفلوموكس منه كبسولات وشراب وحقن. بعض الشركات تفضل وضع نشرة مستقلة لكل شكل دوائي مما يجعل النشرة متخصصة بعض الشيء بينما يرى آخرون أنه لا داعي لذلك وأن نشرة واحدة أكثر من كافية للتعريف بالجميع. طبعا أنا من أنصار الرأي الأول خاصة عندما يأتيني طفل صغير بنشرة ويقول أنه يريد مثلها وأفاجأ بأكثر من ستة أو سبعة أدوية في نشرة واحدة!!

0 التعليقات: